لا تتوقف عجلة التخطيط في مانشستر سيتي أبداً. فبينما يواصل الفريق هيمنته على الألقاب المحلية والقارية، يبدأ الجهاز الفني والإدارة في البحث عن المواهب التي تضمن استمرارية هذا النجاح. وفي هذا السياق، برز اسم الشاب الفرنسي الموهوب، ريان شرقي، نجم ليون، كهدف رئيسي لـ "السيتيزنز"، حيث تشير التقارير إلى أن المحادثات قد بدأت بالفعل لضم اللاعب الذي يبلغ من العمر الآن (تقريباً) 21 أو 22 عاماً.
ما يجعل هذا الاهتمام مثيراً للاهتمام هو الدور المحدد الذي يُنظر إليه لشرقي داخل منظومة بيب جوارديولا: صانع الألعاب في مركز "الرقم 10".
ريان شرقي: الموهبة التي تتناسب مع فلسفة السيتي؟
منذ ظهوره الأول مع ليون، لفت ريان شرقي الأنظار بمهاراته الاستثنائية، قدرته على المراوغة، رؤيته للملعب، وقدمه اليسرى الساحرة. هذه الصفات تجعله مرشحاً مثالياً للعب في مركز صانع الألعاب خلف المهاجمين، أو حتى كجناح داخلي يميل للدخول إلى العمق، وهو الدور الذي يجيده لاعبون مثل كيفن دي بروين وبيرناردو سيلفا في تشكيلة السيتي.
خصائص شرقي التي قد تجذب جوارديولا:
- الرؤية والتمرير: يمتلك شرقي قدرة ممتازة على إيجاد التمريرات البينية الحاسمة وفتح المساحات، وهي سمة أساسية لأي لاعب رقم 10 في نظام جوارديولا الذي يعتمد على التمرير الدقيق والسيطرة على الكرة.
- المهارة الفردية في المساحات الضيقة: يستطيع شرقي الاحتفاظ بالكرة والتغلب على الخصوم في الأماكن الضيقة، وهو أمر حيوي للعب ضد الفرق المتكتلة، وهي نوعية المباريات التي يواجهها السيتي كثيراً.
- المرونة التكتيكية: رغم أنه يفضل اللعب كصانع ألعاب، إلا أن شرقي يمكنه اللعب على الأجنحة، مما يمنح جوارديولا خيارات تكتيكية متعددة.
- القدرة على التسديد من مسافات مختلفة: يمتلك شرقي تسديدة قوية ودقيقة، مما يجعله تهديداً مباشراً للمرمى من خارج منطقة الجزاء.
تحدي "الرقم 10" في السيتي:
مركز "الرقم 10" في مانشستر سيتي ليس مجرد مركز هجومي، بل هو قلب المنظومة الهجومية. يتطلب اللاعب في هذا المركز فهماً عميقاً لفلسفة جوارديولا، قدرة على الضغط العالي، حركة مستمرة بدون كرة لخلق زوايا التمرير، وقدرة على التكيف مع التغييرات التكتيكية المستمرة.
وجود لاعبين بحجم كيفن دي بروين وبيرناردو سيلفا يجعل المنافسة شرسة، لكن التعاقد مع شرقي قد يكون جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لضمان استمرارية الجودة في هذا المركز الحيوي، خاصة مع تقدم دي بروين في العمر.
هل هي خطوة نحو مستقبل السيتي؟
إن بدء المحادثات لضم ريان شرقي يشير إلى أن مانشستر سيتي يرى فيه ليس فقط لاعباً موهوباً، بل استثماراً استراتيجياً للمستقبل. قدرة جوارديولا على تطوير المواهب الشابة وتحويلها إلى نجوم عالميين تمنح شرقي فرصة ذهبية لتعزيز مسيرته.
إذا تمت الصفقة، فسيشكل ريان شرقي إضافة قوية لخط وسط مانشستر سيتي، وسيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيف سيصقل جوارديولا موهبة هذا اللاعب الفرنسي ليصبح صانع الألعاب القادم في "الماكينة الزرقاء".